أركض إلى غرفتى كل ليلة
محاولة إيذاء نفسي بشكل جديد
أحاول الانتقام من جسدى
هنا ... أمام مرآتى
وعلى فراشي
كرهت وامتعضت من ذلك الجسد
الذى جلب لي الكثير من الحزن والمشاكل
والمصائب
كنت صاحبة جسد ممشوق ... جميل باعتراف الجميع
كانوا يحسدونني عليه
لكنى كنت قبيحة الوجه كما تنعتنى أمي دائما
لم أسلم من تجريحها المتواصل يوما
وكنت أراقب نظرات جميع القانطين في نفس المبنى
وأشاهد عيونهم وهي تجول في تضاريس جسدي
وانا أحاول جاهدة أن أخفيه
حتى جاء لي صديق أخي يخبرنى بحبه ... وعشقه
في البداية ... كنت خائفة
لكنه أصبح كالثعبان، يغير جلده في كل يوم ليحوز على إعجابي
حتى جاءت تلك الليلة التى فارقت فيها البراءة
ودنستها على فراشي بقطرات ضئيلة من الدماء
وبكيت كثيرا ... فقد أخبرنى بعد أن فرغ منى
أنه قد نال مراده، ولم يعد يرغب بي
كيف له أن يرغب بوجه قبيح ... كوجهي ؟؟؟؟
وعزمت على الانتقام
من كل القانطين
بل .... من كل الرجال
وبدأت في تنفيذ رغبتى بكل هدوء ... وذكاء
من والد ذلك الشاب ... ومن أخيه
وأتلذذ بتهديدهم بعلاقتى الخفية ....
فلم يعد لدي ما أخسره
حتى جاء اليوم ... الذى وقعت فيه في غرام أحد الزملاء في الجامعة
بهرنى بشخصيته
وذكائه ....
فقد أسقط جمال الوجه من حساباتى منذ زمن
وأصبحت أنظر إلى جمال الوجدان والعقل
كرهت الجسد وأحببت العقل
فأصبح صديقي الوحيد
حاولت جاهدة أن ألفت أنظاره إلي
لكنه لم يلحظنى
جاهدت كثيرا لأثبت له ذكائى وتفوقى لكنه لم ينتبه
واليوم ... استخدمت إحدى أدواتى الرخيصة
... عندها فقط ... انجذب إلي
وإلى جسدى الممشوق ... وتضاريسه الشهية
اليوم رجعت إلى غرفتي وأنا أحاول أن أعذب جسدي مجددا
ووقفت أمام المرآة
حائرة ... مترددة
حتى عقدت العزم أن أجعله من قائمة الضحايا لذلك الجسد
واستلقيت على الفراش أخطط من جديد ...
وبدأت التنفيذ في الصباح التالي ...
وبالطبع تكللت الجولة الأولى بالنصر ...
وكان الموعد باللقاء الحميم في تلك الليلة ...
وانتظرت حتى نامت والدتى بعد معاناتها الطويلة بالمرض
وفتحت الباب
وارتديت ذلك القميص الذى يظهر جسدى أكثر مما يخفيه
وجاء الحبيب
ودق قلبي لرؤياه ... وشعرت بنبضى
تعلقت به ... وضمنى إلى صدره بساعديه، وارتمينا على الفراش
ودون وعي ... شاهدت العديد من الرجال
بل جميع الرجال
يدخلون الحجرة ويلتفون من حولي
لا أدرى كيف لهم أن يجتمعوا هكذا
كل من انتقمت منهم
وبحركة غريزية ... سحبت الغطاء لأستر جسدي
فانطلقت ضحكاتهم مجلجلة تهز غرفتى
بعد أن تبادلوا النظرات والشماته تطل من أعينهم
وفهمت قصدهم ... فقد رآنى الجميع وأنا عارية ... ولم يكن هانك مغزى لما أفعله
حتى دخل ذلك الضابط
ليلقى علي قائمة الاتهام ... وأنا أنظر إلى عشقي الأول في بلاهة
غير مصدقة ... أنه الشخص الذى أسقطنى
وأهان ذكائى .. واحتقر جسدي
الذى أطاح بكل هؤلاء الرجال
حتى أفقت على صوت الضابط وهو يأمر بالقبض علي، ليتحرك رجاله باتجاهى
فأنتفض جسدي وأنا أطلق صرختى
وألقى نظرة أخيرة على الجميع
لأثب من وسطهم وأنا أركض باتجاه الشرفة
وأسمع صرخاتهم وهم يعدون خلفى
لكني وضعت كل طاقتى فى قفزة .... قفزة واحدة
لأجد جسدي يطير في الهواء
دون أن أطلق صرخة واحدة
وأنا أشاهد شريط العمر يجرى بسرعة، والأرض تقترب أكثر وأكثر
حتى حدث الارتطام وارتفعت الآلام دفعة واحدة في عقلى
لكنى لم أطلق أي صرخة
وفارقت الحياة ....
لأترك على ذلك الجسد
إبتسـامة الانتقــام ... الأخيرة
بقلم / أيمن شوقي