فكرة عجيبة ان تكون كلماتى اليك أنت
طوال السنوات كنا نضحك ونتهامس ونتلامز على من يكتب خطابا تفوح من رائحة الاشتياق المزيفة بخليط من الكلمات المنمقة والخط الجميل
لكنى لم اجدك منذ وقت طويل على شاشتى الالكترونية ، ولم اتذكر يوما انني قد ارسلت لك رسالة الكترونية من قبل
وقد جال هذا الخاطر في عقلى البارحة مساءا ، عندما وصل خطابا غراميا اخر الى جارنا المتصابي ، ( الذى كنا نرسل له بالخطابات الوهيمة فيما مضى ونجلس نضحك سويا على درجات سلم منزلنا )
لكن في هذه المرة قد وصله خطابا حقيقيا ، وهذا ما جعلنى احب ان ارسل لك رسالتى الالكترونية وان كانت لا تحمل رائحة الحبر ، ولا ملمس الورق الابيض .
سأترك لاناملي الكتابة دون تركيز ، فقد اشتقت اليك كثيرا
واشتقت الى الايام والسنوات التى امضيناها في منزلنا القديم بالسيدة زينب
هل تدري اننى ما ازال اذهب اليه في نهاية كل اسبوع حتى اتجول بين اركانه الفارغة واتذكر لحظات عبثنا سويا
على كل حال لا اريد ان اطيل عليك الحديث لاننى لا اتقن فن الخطابات
سأدخل في صلب الموضوع كما هو حالنا
اليوم زارتنا والدتك ولست تتحدث لوالدتى بصوت هامس بانها قد اختارت لك عروسا حتى تعرضها عليك عند عودتك يا شادي
ولا اعرف ماهو سبب اخبارى لك بهذا الخبر - الذى يفترض ان يكون مفاجأة سارة لك عندما تعود ، وما لفت انتباهى ان والدتك قالت لي ببساطة عندما رأتنى
- ( عقبال ما نفرح بيكي يا سيرين )
ومنذ ذلك الوقت لم يخرج الموضوع من عقلى
وجلست اتذكر صداقتنا وطفولتنا سويا ، وحياتنا المتوحدة بين صفحات الدراسة وطيات الايام وليالي المراهقة
لأجد نفسي في مفترق حرج لم افكر به من قبل
واصابنى الخوف من مجرد التفكير بأنك سوف تكون غائبا عن بصري بسبب فتاة أخرى ستصبح شريكة حياتك بعد تلك الحياة الطويلة
اعلم اننا قضينا سويا اكثر من عقدين كاملين من اعمارنا القصيرة
ولكنى لم استطيع فراقك بهذا الشكل ، لتصبح زوجا لشريكة فراش وليس أكثر
بل اننى لا املك القدرة على ايجاد حلول بديلة
ولكنى اعلم شيئا واحدا ، اننى لم ادعك تذهب بعيدا
وسأقدم لك جسدى عن طيب خاطر اذا حال دون افتقادك
فإن كنت صديقا او حبيبا ، فلن أتمكن من اكمال مسيرتى دونك
فقط اريدك من اجلى ... والى الأبد