كان البابوات ـ في العصور الوسطى ـ يبيعون للناس أراضي في الجنة، وكانت أسعارها غالية جداً، ورغم غلائها إلا أن الناس كانوا يقبلون عليها بشكل كبير جداً، فكان الشخص بشرائه أرضاً في الجنة يمتلك صكاً باسمه، فيضمن دخولها مهما ارتكب من معاصي!!
كان ربح الكنيسة من هذه المبيعات عالياً جداً، حتى جاء أحد اليهود للبابا وقال له: أريد شراء النار كاملةً!! تعجب البابا من أمر هذا اليهودي واجتمع مسؤولو الكنيسة كاملة وقرروا بينهم القرار التالي: أراضي النار أراضي كاسدةي خاسرة، ولن يأتينا غبي آخر ليشتريها..
وقرَّر البابا أن يبيع له النار، فاشتراها اليهودي كاملةً من الكنيسة، وأخذ عليها صكاً، ثم خرج للناس جميعاً فأخبرهم بالأمر وأراهم العقد الموثَّق وقال لهم: إن كنتُ قد اشتريت النار كاملة فهي ملكي وقد أغلقتها، ولن يدخلها أي أحد، فما حاجتكم لشراء أراضي في الجنة وقد ضمنتم عدم دخول النار؟
وعندها لم يشترً أي شخص أرضاً في الجنة، وأخذت الكنيسة تخسر أموال تلك التجارة، ولم تعد تدرّ لها شيئاً، فعادت واشترت النار من هذا اليهودي ولكن بأضعاف أضعاف سعرها الأصلي!!
ــــــــــــ
(تعليق: كثير من الناس يبيعون الجنة والنار، فهذا من أهلها وذاك حرامي عليه أن يدخلها، وكأنَّ الله قد أوكل إليهم ذلك، أو نصَّبهم في مقام الحكم على الآخرين).
منقول