كنت دائماً عندما أسمع عن جزر المالديف يتخيل لي منظر خلاب وبأنها فقط تصلح لشهر العسل للأزواج،
ولم أسعى كي أعرف طبيعة هذا البلد الخلاب ومن هم شعبها؟
ولكن منذ أيام كنت أقرأ كتاباً وقع في يدي يتكلم عن المالديف،
والشيء الذي يدعوني أن اكتب عن هذه الدولة هو أن جميع شعبها من المسلمين وعلى المذهب الشافعي،
ولا يسمح لغير المسلم بالإقامة الدائمة في هذه الدولة التي لا يزيد عدد سكانها على ربع مليون نسمة.
وتقع جمهورية المالديف على بعد 650 كيلومتراً من الشاطئ الغربي لجمهورية سيريلانكا،
وهي على صغرها تتكون من 1087 جزيرة لا يزيد أكبر هذه الجزر على 12 كيلومتراً في العرض.
ومعظم هذه الجزر غير مسكونة، فلا يتركز السكان هناك إلا في 200 جزيرة منها فقط
وهذه الجزر مقسمة الى 13 مجموعة ولكل منها محافظ يتولى الاشراف عليها.
وعاصمة المالديف هي جزيرة “ماليه”.
أما بالنسبة لتاريخ الإسلام هناك فيؤكد أن الثابت تاريخياً لديهم أن شعب المالديف
عرف الإسلام واعتنقه في النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي
في عهد زعيمهم الذي اعتنق الإسلام.
وأول داعية مسلم يدعو الى الإسلام في هذه الجزر هو الشيخ أبو البركات وهو من المغرب وكان ذلك منذ عام 548م
ويحكم المالديف الآن رئيس الجمهورية الشيخ مأمون عبدالقيوم،
حيث تم انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني 1978.
وهو من خريجي الأزهر الشريف حيث تخرج في كلية الشريعة وهو على صلة دائمة بالأزهر،
ورئيس جمهورية المالديف يحفظ القرآن ويتحدث اللغة العربية ويؤم المصلين في يوم الجمعة
ويفتح قصره لإلقاء الدروس الدينية ويتولى أيضاً مهمة الافتاء في الأمور الإسلامية.
ويطبق في المالديف الشريعة الإسلامية فالمشروبات الكحولية غير مسموح بشربها أو تصنيعها أو تداولها نهائياً،
كما أن الجهر بالإفطار في شهر رمضان يعتبر جريمة يعاقب عليها في قانون هذه البلاد.
ولم تعرف جمهورية المالديف التعليم المنظم إلا منذ عام 1960 فقط،
أما قبل ذلك فإن التعليم لم يكن له منهج معين ولا مدارس وإنما كانت مجرد جهود الأسر
في تعليم أطفالها في المنازل بطريق التلقين المباشر ولقد أدخلت اللغة العربية في نظام التعليم هناك
منذ عدة أعوام لأن نظام التعليم هناك انجليزي
ووزير التعليم المالديفي يقول انه تخرج في كلية أصول الدين بالقاهرة عام ،1976
وحصل على الماجستير في الفلسفة الإسلامية 1980.
ولا يوجد في جزر المالديف كلها سوى 43 مدرساً ويتطلعون الى تزويدهم بما لا يقل عن 560 مدرساً
ولا يزال في المالديف 17 جزيرة لا توجد بها مدارس ولا تعرف التعليم،
ألا تستحق هذه الدولة أن نستزيد عنها ونساعدها إن استطعنا؟
التقييم : 
المشاركات
الجمعة يونيو 13, 2008 6:33 pm