السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أعجبني هذا التشبيه البليغ بين الفتاة والوردة وحبيت أنقله لكم .... أتمنى أن ينال إعجابكم ..
************************
رآها بين عشَرات الورود, يداعِبها النَّسيم العَليل فتتمايَل يُمنة ويُسرة بدلال .. فتَنته بعبيرها وشذاها وسِحرها
الأخَّاذ ..
اندفع نحوها بخطوات بطيئة متأنِّية, وامتدَّت يداه إليها في غاية الحذَر .. داعبت يداه أوراقها بعناية كاذبة حتى
اطمأنَّت إليه فنجح في قطفها - بِرضاها - رغما عن كل الأَشواك التي نذرت نفسها لحمايتها من كل عابث .. ذُهلت
الأشواك لما رأينَه من قبول الوردة وإسراعها لاحتضان يد الغريب !!!
تخيلت الوردة أن هذا الغريب إنما جاء (( ليحرَّرُها )) من قيودها (( المزعومة )) ولم تنتبه إلى المصير المُحدِق
بها والذي ينتظرها ويتوعدها ..
نعمت الوردة بسعادة (( مؤقتة )) وحُريَّة (( وهميَّة زائفة )) بعيدا عن أشواكها وما هي إلا ساعات قليلة حتى
بدأت علامات الذُّبول تهجم على الوردة لتنذرها بالموت القريب الأكيد ..
عبثا استنَجدت الوردة بذلك الغريب الذي أطلق ضحكة وهو يرى وردته (( تحتَضِر )) ..
لم يكترث لتوسلاتها بل نظر إليها وقال ساخراً : كثرة الشَّم قد أضاعت شذاك
وسرعان ما رمى بتلك الوردة في الطريق وداس عليها بقدمه ليقضي على آخر أنفاسها ومضى يبحث - من جديد -
عن وردة (( أخرى )) يسْلبها حياتها ...
************************
شاطرت الفتاة الورود كثير من النواحي الجمالية كالرقَّة والنُّعومة والصَّفاء والدَّلال؛ الأمر الذي جعل الكثير
يسمي الفتاة بالوردة ..
أختي الحبيبة .. هَمسَة في قَلبِك :
كوني وردة ولكن :
حذاري أن يكون لك نفس مصير الوردة الآنفة الذكر ..
حذاري أن تكوني وردة ساقِطة ..
كوني شامخة صامدة حتى لا ينتهي بك الحال بأن تداسي بالأقدام وتتلطخي بالأوحال ..
اعلمي أنك من تلك الأشواك التي تحيطك تستمدين عزَّك ومجدك وحريتك الحقيقية ...