عندما نذهب الى السوق لشراء غرض معين فإن البائع يعطيك سعر معين ولأنك لم تقتنع بالسعر الذي اعطاك إياه ... تطلب منه ان يخفضه ومثل ما قالت أم سعيد في مسلسل الفريج ... في النهاية عطاني إياه ببلاش !!!
هذا الكلام ينطبق حتى لو كانت على المنتج ملصق وتم تحديد السعر عليها ... لأنك يمكن ان تحصل على نصف السعر ... اذا ساومته ... خمسة دقائق !!!
حتى وكالات السيارات تقوم بذلك ... فأنا عندما اشتريت سيارة من الوكالة قالوا لي في اليوم الاول انه السعر النهائي ... وفي اليوم الثاني تم خصم الفين ... وانا اقول في نفسي متى ستنتهي هذه المساومة واشتري السيارة ... المهم انهم في اليوم الثالث خفضوا لي خمسة الاف اخرى ... بصراحة بعد ان اعطيتهم المال ووقعت ... تحسرت وقلت لو أني أحضرت أبي لكان السعر أفضل !!!
قال لي احد زملائي ... انه يوجد اثنان من اهله تجار وهما يبيعان نفس المنتجات ... احدهما يقبل المساومة والآخر لا يقبلها ...
فالاول عندما تشتري منه أي بضاعة سيقول لك ان سعرها 43 مثلاً ولا ينقص فلساً واحداً !!! لذا لا يشتري الكثيرون من عنده ويشعرون انه لا يراعي صلت القرابة او الصداقة بينهم ...
أما الاخر عندما تشتري من عنده نفس البضاعة سيقول لك ان سعرها هو 50 وبعد مساومته سيقول لك من أجلك سأخفض لك خمسة دراهم وسأعطيك إياها بـ 45 ... والعجيب ان المشترين يفرحون كثيراً ويشعرون انه افضل من البائع الأول !!!
لماذا لا تكون الأسعار ثابتة ...هل هي مسألة نفسية ... ودليل على عدم الثقة ... او إنها مسألة كرامة ... يعني لازم ينقص ... او ما اشتري من عنده !!!
للاسف ان هذه المساومات انتقلت الى اماكن آخرى ... فمثلاً في العمل عندما تطلب إجازة يساومك المسؤول حول المدة التي تستحقها ... فإذا اردت أن تأخذ يوم فعليك ان تقول وتلح عليه ان يعطيك يومين أو ثلاثة ايام ... وفي النهاية ستحصل على اليوم وربما اكثر ... اما اذا طلبت منه يوم واحد ... فلن تحصل منه الا على ساعتين ... وقس على ذلك !!!
حتى في حياتنا الاجتماعية فعندما تذهب لخطبة فتاة من اهلها ... سيقول لك ابوها ان مهرها على سبيل المثال مائة الف ... وانت ستقول له انك لا تملك هذا المبلغ حالياً ... عندها ستبدأ المفاوضات على المهر ... وفي النهاية ستخرج مبتسماً من عنده مع انه غلبك ... لانه سيقول لك إذاً ادفع تسعين الف ... والشبكة عليك !!!